فتحي الذاري
❗خاص❗
❗️sadawilaya❗
تاريخ سوريا ولبنان يتضمن رواية غنية ومعقدة تؤكد الصراعات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة، ولا سيما في العهد الفيصلي وما توصلت إليه الأمور اليوم ومن أهم المحطات التاريخية، مُبرزين الدور الذي لعبه الدروز وغيرهم من القوى الوطنية، لنقارن ذلك بما يحدث الآن من حيث السياسة والأبعاد المستقبلية
عقب انهيار الإمبراطورية العثمانيةبرزت قضية الوحدة السورية كأحد الأهداف المحورية. المؤتمر السوري عام 1919 الذي جمع مختلف القوى الوطنية بما في ذلك كبار الدروز مثل سلطان باشا الأطرش مثّل نقطة تلاقي لأمل الشعوب العربية في بناء دولة واحدة لقد ساهم الزعماء مثل عبد الرحمن الشهبندر وجميل مردم بك في دفع عجلة المطالبة بالاستقلال والسيادة
فشل الحملة الفرنسية على مدينة السويداء كان له تأثير كبير على التوجه الوطني حيث تسارع الزعماء السوريون للتجمع في جبال الدروز، مما أفضى إلى تجديد المطالب بالوحدة والاستقلال. هذا الترابط بين الفصائل المختلفة والمشاركة الفاعلة في الثورةيُظهر كيف كان هناك عزيمة قوية لدى القوى الوطنية للتصدي لسياسات الاستعمار.
سلطان باشا الأطرش كان شخصية محورية في النضال السوري حيث تميزت مسيرته بالدفاع عن القضية الفلسطينية وأهمية التضامن العربي. بمشاركته في دعم ثورة فلسطين عام 1936 وتهريب السلاح يظهر التزامه بالقضية الفلسطينية بل تجاوز ذلك، فقد دعا الشباب في جبل العرب للانضمام إلى جيش الإنقاذ عام 1948 مما يؤكد ويثبت روح التعاون العربي في مواجهة التحديات وعند المقارنة بين الماضي والحاضر نلاحظ أن الوحدة الوطنية التي كانت تسعى إليها الزعامات السورية في العهد الفيصلي تواجه تحديات جسيمة اليوم. الصراعات الداخلية والانقسامات الطائفية والمناطقية أدت إلى تفكك الهوية الوطنية مما يؤكد فشلاً في تحقيق الأهداف التي سعى إليها الرواد في الماضي.
الحاضر يشهد تأثيرات العوامل الخارجية على الوضع السوري واللبناني حيث تتصارع مصالح دولية وإقليمية متعددة مما يزيد من تعقيد المشهد. هذا ما أدى إلى ظهور أزمات سياسية واقتصادية حادة تؤثر في حياة المواطنين.
إن المسار الذي تسلكه سوريا ولبنان اليوم يتطلب تكاتف القوى الوطنية ورؤية مستقبلية تعتمد على مبادئ العدالة والمساواةويمكن الاستفادة من دروس الماضي في سبيل إعادة بناء الهوية المشتركة وخصوصًا في ظل مد العنف والتطرف الذي نراه.
الشعر العربي ككلمات سميح القاسم، يظل رمزًا للمقاومة والنضال، وأداة للتعبير عن الهوية الذي يُظهر التاريخ أن النضال من أجل الحرية والعدالة يتطلب أكثر من مجرد الكلمات يحتاج إلى عمل مشترك ورؤية واضحة للمستقبل.
إن التحولات التي شهدتها سوريا ولبنان منذ العهد الفيصلي حتى اليوم تؤكد فترة من الصراع المستمر من أجل الهوية والسيادة.
الالتزام بالقضايا العربية المشتركة خاصة القضية الفلسطينية يُظهر ضرورة التضامن والعمل الجماعي لمواجهة الأزمات الحاليةالتاريخ يعيد نفسه، والعيون تتطلع إلى المسارات الممكنة التي يمكن أن تُعيد الأمل لهذه الشعوب.